عملية التعقيم في عيادات الأسنان

التعقيم في الوقت الحالي هو كلمة السر في جميع الأماكن في المنازل في الأماكن العامة وفي المنشآت الصحية، خاصة في عيادات الأسنان، وذلك لأن الوقاية عن طريق التعقيم هي العامل الأول في خفض معدلات العدوى وانتشار الأمراض، خاصة في ظل جائحة كورونا التي أصبحت شبح مرعب للجميع من جميع الفئات، وهو ما جعل الكثير يفضلون احتمال الألم على الذهاب إلى طبيب متخصص لمساعدتهم وعلاجهم، ولكن بعض الآلام لا يمكن احتمالها أو التغاضي عنها، خاصة آلام الأسنان، وهو ما يجعل التعقيم في عيادات الأسنان أمر لا يمكن أبدًا التهاون فيه، خاصة أن الطبيب يعمل في فم المراجع وبالتالي أي شبهة بوجود مشكلة في التعقيم يعني أن هناك آلاف المراجعين معرضون لخطر العدوى. ومن هنا يمكننا أن نقول أن النظافة العامة والتعقيم الصحيح أمر لا يختلف عليه أحد، وهما أول المداخل الصحيحة لأي مؤسسة تعمل على تقديم الخدمات الصحية العلاجية، وأصبح أمرًا أساسيًا أن يعلم كل العاملون في المنظومة الصحية أن هناك متطلبات وشروط أساسية تتعلق بالتعقيم وخاصة التعقيم في عيادات الأسنان وتعقيم أدوات الأسنان. وحين يُعرف عن مؤسسة ما أنها تراعي شروط التعقيم وطرق التعقيم الصحيحة يعتبر هذا أحد أهم عوامل الجذب لهذه المؤسسة، وقد يدفع هذا البعض إلى مراقبة الأدوات من أجل الاطمئنان بأن هذه المؤسسة تتبع طرق التعقيم بمقاييسها العالمية، وهو ما يحميه من التعرض للعدوى. لحسن الحظ أن أغلب الأدوات التي تستخدم في عيادات الأسنان تأتي من المصنع معقمة ومغلفة، وهو ما ينفي أن تكون الأدوات غير معقمة أو تم استخدامها من قبل، مثل إبر حقن البنج أو حوامل مقاسات التركيب، والتي تأتي من المصنع جاهزة للاستعمال ويتم استخدامها لكل مراجع على حده، في حين أن الأدوات الأخرى التي تستخدم أكثر من مرة يكون لها طريقة خاصة في التعقيم والتغليف لكي تحفظ لحين الاستخدام مرة أخرى.

تتم عملية التعقيم على ثلاث مراحل :

المرحلة الأولى :

التنظيف بالموجات فوق الصوتية Ultra Sonic Cleaner حيث أن أدوات الأسنان غالبًا ما تتعرض للجروح والدماء وهو ما يجعلها ناقل للكثير من الأمراض المعدية، هذا في حالة لم يتم تعقيمها بشكل صحيح، وهنا يأتي دور جهاز الموجات الفوق صوتية والذي يستخدم مع الماء من أجل تنظيف الأدوات، تترك الأدوات داخل الجهاز ما بين ثلاث إلى ست دقائق وتقوم الاهتزازات بعملية التنظيف، وبعدها توضع الأدوات في مواد كيميائية عملها القضاء على البكتريا والفيروسات، مثل مطهر الهيبوكلوريت الصوديوم أو الكلور بتركيز 5.25%، وذلك لمدة عشر دقائق على الأقل، ويتم تحضيره بشكل يومي.

يمكن أيضًا استخدام محلول الجلوتردهايد أو السايدكس بتركيز2%، ولكن لمدى عشرين دقيقة، وهذه المادة تقضي على الفيروسات مثل الإيدز وفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي "ب" في مدة ثلاثين ثانية فقط، كما أنها تقضي على كافة الجراثيم والفطريات خلال دقيقة واحدة، وحتى جراثيم السل تقضي عليها خلال دقيقتين فقط.

المرحلة الثانية:

تقطير المياه المستخدمة في التعقيم Water Distiller يتم غسل الأدوات بعد تعقيمها بالماء، ولكن الماء العادي قد يحمل البكتريا والفطريات، وهو ما يستدعي أن يكون الماء المستخدم مقطرًا ومعقمًا، يتم استخدام الماء المقطر وغسل الأدوات بها، من أجل ضمان نظافتها.

المرحلة الثالثة:

تغليف الأدوات Machine Sealing وهو الجهاز الذي يستخدم في حفظ وتغليف الأدوات عقب تعقيمها داخل أجهزة التعقيم الآلية " الأوتوكلاف Autoclave " حتى يتم استخدامها، كل أداة توضع داخل غلاف خاص، وهذه الأدوات توضع في عبوات كل منها له مؤشر ألوان، هذا المؤشر يتغير خلال عملية التعقيم الناجحة، وهذا المؤشر هو الضامن على اكتمال عملية التعقيم، وبعد تمام عملية التعقيم يوضع على الغلاف علامة تدل على انتهاء عملية التعقيم وتاريخ كل عملية تعقيم، لأن مرور شهر بدون استخدام الأداة حتى لو كانت معقمة يعني أنه لابد من تعقيم الأداة مرة أخرى.